اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... اقتباسات أخرى)
(الاعتبار في الباطن في ذلك الاعتبار في أول وقت هذه الصلاة وآخره)


اعلم أن العالم قد قسمه الحق على ثلاث مراتب وقسم الحق أوقات الصلوات على ثلاث مراتب فجعل عالم الشهادة وهو عالم الحس والظهور هو بمنزلة صلاة النهار فأناجي الحق بما يعطيه عالم الشهادة والحس من الدلالة عليه وما ينظر إليه من الأسماء وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في مثل هذا إن الله قال على لسان عبده سمع الله لمن حمده
يعني في الصلاة فناب العبد هنا مناب الحق وهذا من الاسم الظاهر فكان الحق ظهر بصورة هذا القائل سمع الله لمن حمده وكذلك قوله تعالى لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم في حق الأعرابي فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلامَ الله وهو ما سمع إلا الأصوات والحروف من فم النبي صلى الله عليه وسلم وقال الله إن ذلك كلامي وأضافه إلى نفسه فكان الحق ظهر في عالم الشهادة بصورة التالي لكلامه فافهم وجعل عالم الغيب وهو عالم العقل وهو بمنزلة صلاة العشاء وصلاة الليل من مغيب الشفق إلى طلوع الفجر فيناجي المصلي ربه في تلك الصلاة بما يعطيه عالم الغيب والعقل والفكر من الأدلة والبراهين عليه سبحانه وتعالى وهو خصوص دلالة لخصوص معرفة يعرفها أهل الليل وهي صلاة المحبين أهل الأسرار وغوامض العلوم المكتنفين ب