اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... اقتباسات أخرى)
[المعصية والايمان لا يجتمعان]
فاعلم أن الحكمة الإلهية في ذلك أن العبد إذا شرع في المخالفة التي هو بها مؤمن أنها مخالفة ومعصية فقد عرض نفسه بفعله إياها لنزول عذاب الله عليه وإيقاع العقوبة به وأن ذلك الفعل يستدعي وقوع البلاء به من الله فيخرج عنه إيمانه الذي في قلبه حتى يكون عليه مثل الظلة فإذا نزل البلاء من الله يطلبه تلقاه إيمانه فيرده عنه فإن الايمان لا يقاومه شيء ويمنعه من الوصول إليه رحمة من الله وما بعد بيان رسول الله صلى الله عليه وسلم بيان ولهذا قلنا إن العبد المؤمن لا يخلص له أبدا معصية لا تكون مشوبة بطاعة وهي كونه مؤمنا بها أنها معصية فهو من الذين خَلَطُوا عَمَلًا صالِحاً وآخَرَ سَيِّئاً فقال الله عَسَى الله أَنْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ والتوبة الرجوع فمعناه أن يرجع عليهم بالرحمة فإنه تعالى تمم الآية بقوله إِنَّ الله غَفُورٌ رَحِيمٌ وقال العلماء إن عسى من الله واجبة فإنه لا مانع له