الفتوحات المكية

اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... اقتباسات أخرى)

فى معرفة لا إله إلا اللّه محمد رسول اللّه وهو الإيمان


FUTMAK.COM الفتوحات المكية: الصفحة 324 من الجزء الأول

لهم الحدود ووضع لهم المراسم لإصلاح المملكة وليبلوهم أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وجعل الله ذلك على قسمين قسم يسمى سياسة حكمية ألقاها في فطر نفوس الأكابر من الناس فحدوا حدودا ووضعوا نواميس بقوة وجدوها في نفوسهم كل مدينة وجهة وإقليم بحسب ما يقتضيه مزاج تلك الناحية وطباعهم لعلمهم بما تعطيه الحكمة فانحفظت بذلك أموال الناس ودماؤهم وأهلوهم وأرحامهم وأنسابهم وسموها نواميس ومعناها أسباب خير لأن الناموس في العرف الاصطلاحي هو الذي يأتي بالخير والجاسوس يستعمل في الشر فهذه هي النواميس الحكمية التي وضعها العقلاء عن إلهام من الله من حيث لا يشعرون لمصالح العالم ونظمه وارتباطه في مواضع لم يكن عندهم شرع إلهي منزل ولا علم لواضع هذه النواميس بأن هذه الأمور مقربة إلى الله ولا تورث جنة ولا نارا ولا شيئا من أسباب الآخرة ولا علموا أن ثم آخرة وبعثا محسوسا بعد الموت في أجسام طبيعية ودارا فيها أكل وشرب ولباس ونكاح وفرح ودارا فيها عذاب وآلام فإن وجود ذلك ممكن وعدمه ممكن ولا دليل لهم في ترجيح أحد الممكنين بل رَهْبانِيَّةً ابْتَدَعُوها فلهذا كان مبني نواميسهم ومصالحهم على إبقاء الصلاح في هذه الدار ثم انفردوا في


---

(... عرض اقتباس آخر بشكل عشوائي)

البحث في الاقتباسات الفتحية



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!