اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... اقتباسات أخرى)
[الصوم مشاهدة والصلاة مناجاة]
فكان الصوم أتم من الصلاة لأنه أنتج لقاء الله ومشاهدته والصلاة مناجاة لا مشاهدة والحجاب يصحبها فإن الله يقول وما كانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ الله إِلَّا وَحْياً أَوْ من وَراءِ حِجابٍ وكذلك كلم الله موسى ولذلك طلب الرؤية فقرن الكلام بالحجاب والمناجاة مكالمة
يقول الله قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين نصفها لي ونصفها لعبدي ولعبدي ما سأل
يقول العبد الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ يقول الله حمدني عبدي والصوم لا ينقسم فهو لله لا للعبد أجره من حيث ما هو لله وهنا سر شريف فقلنا إن المشاهدة والمناجاة لا يجتمعان فإن المشاهدة للبهت والكلام للفهم فأنت في حال الكلام مع ما يتكلم به لا مع المتكلم أي شيء كان فافهم القرآن تفهم الفرقان فبهذا قد حصل لك الفرق بين الصلاة والصوم والصدقة وأما قولنا إن الله جزاء الصائم للقائه ربه في الفرح به الذي قرنه به فسر ذلك في قوله في سورة يوسف من وُجِدَ في رَحْلِهِ فَهُوَ جَزاؤُهُ


