اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... اقتباسات أخرى)
[الصوم صفة صمدانية: فهو لله وهو الذي يجزى به]
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ربه تعالى إنه قال كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به
وقال صلى الله عليه وسلم لرجل عليك بالصوم فإنه لا مثل له
وقال تعالى لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ فالصوم صفة صمدانية وهو التنزه عن التغذي وحقيقة المخلوق التغذي فلما أراد العبد أن يتصف مما ليس من حقيقته أن يتصف به وكان اتصافه به شرعا لقوله تعالى كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيامُ كَما كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ من قَبْلِكُمْ قال الله له الصوم لي لا لك أي أنا هو الذي لا ينبغي لي أن أطعم وأشرب وإذا كان بهذه المثابة وكان سبب دخولك فيه كوني شرعته لك فأنا أجزي به كأنه يقول وأنا جزاؤه لأن صفة التنزه عن الطعام والشراب تطلبني وقد تلبست بها وما هي حقيقتك وما هي لك وأنت متصف بها في حال صومك فهي تدخلك علي فإن الصبر حبس النفس وقد حبستها بأمري عما تعطيه حقيقتها من الطعام والشراب فلهذا
قال للصائم فرحتان فرحة عند فطره وتلك الفرحة لروحه الحيواني لا غير وفرحة عند لقاء ربه
وتلك الفرحة لنفسه الناطقة أي لطيفته الربانية فأورثه الصوم لقاء الله وهو المشاهدة

