اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... اقتباسات أخرى)
[الداعي المقام في كل مرتبة يدعو الموجودات إليها]


وأقام الله لها في تلك المرتبة المعينة لها التي أنزلت منها على غير علم منها بها داعيا يدعو كل شخص إليها فلا يزال يرتقي بالأعمال الصالحة حتى يصل إليها أو يطلبها بالأعمال التي لا يرتضيها الحق فداعي الحق إذا قام بقلب العبد إنما يدعوه من مقامه الذي تكون غايته إليه إذا سلك ولما كان كل وارد ملذوذا لذيذا فإنه جديد غريب لطيف لهذا يحن إليه دائما ومن ذلك حب الأوطان قال ابن الرومي
وحبب أوطان الرجال إليهمو *** مآرب قضاها الشباب هنالكا
إذا ذكروا أوطانهم ذكرتهمو *** عهود الصبي فيها فحنوا لذلكا
ولما لم يتمكن للتائب أن يرد عليه وارد التوبة إلا حتى ينتبه من سنة الغفلة فيعرف ما هو فيه من الأعمال التي مالها إلى هلاكه وعطبه خاف ورأى أنه في أسر هواه وأنه مقتول بسيف أعماله القبيحة فقال له حاجب الباب قد رسم الملك أنك إذا أقلعت عن هذه المخالفات ورجعت إليه ووقفت عند حدوده ومراسمه أنه يعطيك الأمان من عقابه ويحسن إليك ويكون من جملة إحسانه أن كل قبيح أتيته ترد صورته حسنة
