اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... اقتباسات أخرى)
[تروحن الأجساد وتجسد الأرواح]
![FUTMAK.COM الفتوحات المكية: الصفحة 237 من الجزء الأول](/images/maymaniya/237.jpg)
![](../images/quotes2.png)
وترتيب هذا الباب هو ما ذكرناه من مراتب خرق العوائد وأما ما فيه من الغرائب فإلحاق البشر بالروحانيين في التمثل وإلحاق الروحانيين بالبشر في الصورة وظهور صورة عنهم شبيه الصورة التي يتمثلون بها قال تعالى فَتَمَثَّلَ لَها بَشَراً سَوِيًّا يسمى روحا مثل ما هو جبريل روح فيحيي الموتى كما يحيي جبريل قال ابن عباس ما وطئ جبريل عليه السلام قط موضعا من الأرض إلا حيي ذلك الموضع ولهذا أخذ السامري قبضة من أثره حين عرفه لما جاء لموسى وقد علم إن وطأته يحيا بها ما وطئه من الأشياء فقبض قبضة من أثر الرسول فرمى بها في العجل الذي صنعه فحيي ذلك العجل وكان ذلك إلقاء من الشيطان في نفس السامري لأن الشيطان يعلم منزلة الأرواح فوجد السامري في نفسه هذه القوة وما علم بأنها من إلقاء إبليس فقال وكَذلِكَ سَوَّلَتْ لِي نَفْسِي وفعل ذلك إبليس من حرصه على إضلاله بما يعتقده من الشريك لله تعالى فخرج عيسى على صورة جبريل في المعنى والاسم والصورة الممثلة فالتحقق البشر بالروحاني والتحق الروحاني بصورة البشر في نازلة واحدة ويكفي هذا القدر من هذا الباب فإنه باب واسع لمريم وآسية لحقائق الرسل عليهم السلام فيه مجال رحب فإنه منزل ال