اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... اقتباسات أخرى)
فى معرفة الأقطاب العيسويين وأسرارهم
في جنسهم كذلك نحن مع الأنبياء فيما يكون للاتباع من خرق العوائد ثم إن النبي صلى الله عليه وسلم ما مشى في الهواء إلا محمولا على البراق كالراكب وعلى الرفرف كالمحمول في المحفة فأظهر البراق والرفرف صورة المقام الذي هو عليه في نفسه بأنه محمول في نفسه ونسبة أيضا إلهية من قوله تعالى الرَّحْمنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوى ومن قوله ويَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فالعرش محمول فهذا حمل كرامة بالحاملين وحال راحة ومجد وعز للمحمولين وقد قررنا لك في غير موضع أن المحمول أعلى من غير المحمول في هذا المقام وأمثاله وأنه لا حول ولا قوة إلا بالله مما اختص به الحملة وإن كان جميع الخلق محمولين ولكن لم يكشف ذلك الحمل لكل أحد وإن كان الحمل على مراتب حمل عن عجز وحمل عن حقيقة كحمل الأثقال وحمل عن شرف ومجد فالعناية بهذه الطائفة أن يكونوا محمولين ظاهرا كما هو الأمر في نفسه باطنا لتبريهم من الدعوى كما قررناه في بابه


