اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... اقتباسات أخرى)
[أغبط الأولياء عند الله]


قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ربه عز وجل إن أغبط أوليائي عندي لمؤمن خفيف الحاذ ذو حظ من صلاة أحسن عبادة ربه وأطاعه في السر والعلانية وكان غامضا في الناس
يريد أنهم لا يعرفون بين الناس بكبير عبادة ولا ينتهكون المحارم سرا وعلنا قال بعض الرجال في صفتهم لما سئل عن العارف قال مسود الوجه في الدنيا والآخرة فإن كان أراد ما ذكرناه من أحوال هذه الطائفة فإنه يريد باسوداد الوجه استفراغ أوقاته كلها في الدنيا والآخرة في تجليات الحق له ولا يرى الإنسان عندنا في مرآة الحق إذا تجلى له غير نفسه ومقامه وهو كون من الأكوان والكون في نور الحق ظلمة فلا يشهد إلا سواده فإن وجه الشيء حقيقته وذاته ولا يدوم التجلي إلا لهذه الطائفة على الخصوص فهم مع الحق في الدنيا والآخرة على ما ذكرناه من دوام التجلي وهم الأفراد وأما إن أراد بالتسويد من السيادة وأراد بالوجه حقيقة الإنسان أي له السيادة في الدنيا والآخرة فيمكن ولا يكون ذلك إلا للرسل خاصة فإنه كما لهم وهو في الأولياء نقص لأن الرسل مضطرون في الظهور لأجل التشريع والأولياء ليس لهم ذلك
