اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... اقتباسات أخرى)
[كن- علم عيسى- الرحمة الشاملة]
![FUTMAK.COM الفتوحات المكية: الصفحة 169 من الجزء الأول](/images/maymaniya/169.jpg)
![](../images/quotes2.png)
فمن علم من المحققين حقيقة كن فقد علم العلم العلوي ومن أوجد بهمته شيئا من الكائنات فما هو من هذا العلم ولما كانت التسعة ظهرت في حقيقة هذه الثلاثة الأحرف ظهر عنها من المعدودات التسعة الأفلاك وبحركات مجموع التسعة الأفلاك وتسيير كواكبها وجدت الدنيا وما فيها كما أنها أيضا تخرب بحركاتها وبحركة الأعلى من هذه التسعة وجدت الجنة بما فيها وعند حركة ذلك الأعلى يتكون جميع ما في الجنة وبحركة الثاني الذي يلي الأعلى وجدت النار بما فيها والقيامة والبعث والحشر والنشر وبما ذكرناه كانت الدنيا ممتزجة نعيم ممزوج بعذاب وبما ذكرناه أيضا كانت الجنة نعيما كلها والنار عذابا كلها وزال ذلك المزج في أهلها فنشأة الآخرة لا تقبل مزاج نشأة الدنيا وهذا هو الفرقان بين نشأة الدنيا والآخرة ألا أن نشأة النار أعني أهلها إذا انتهى فيهم الغضب الإلهي وأمده ولحق بالرحمة التي سبقته في المدى يرجع الحكم لها فيهم وصورتها لا تتبدل ولو تبدلت تعذبوا فيحكم عليهم أولا بإذن الله وتوليته حركة الفلك الثاني من الأعلى بما يظهر فيهم من العذاب في كل محل قابل للعذاب وإنما قلنا في كل محل قابل للعذاب لأجل من فيها ممن لا يقبل العذاب فإذا انقضت