اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... اقتباسات أخرى)
[أن المؤمن للمؤمن كالبنيان المرصوص]


اعلم أن المؤمن للمؤمن كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا وما في العالم إلا مؤمن لأن ما في العالم إلا من هو ساجد لله إلا بعض الثقلين من الجن والإنس فإن في الإنسان الواحد منهم كثيرا ممن يسبح الله ويسجد لله وفيه من لا يسجد لله وهو الذي حق عليه العذاب انظر في قوله يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا فسماهم مؤمنين وأمرهم بالإيمان فالأول عموم الايمان فإن الله قال في حق قوم والَّذِينَ آمَنُوا بِالْباطِلِ والثاني خصوص الايمان وهو المأمور به والأول إقرار منهم من غير إن يقترن به تكليف بل ذلك عن علم وأيسره في بنى آدم حين أشهدهم على أنفسهم كما قال وإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ من بَنِي آدَمَ من ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وأَشْهَدَهُمْ عَلى أَنْفُسِهِمْ أَ لَسْتُ بِرَبِّكُمْ قالُوا بَلى فخاطبهم بالمؤمنين حين أيه بهم ثم أمرهم بالإيمان في هذه الحالة لأخرى وما تعرض للتوحيد المطلق رحمة بهم فإنه القائل وما يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وهُمْ مُشْرِكُونَ الشرك الخفي وقد ذكرناه فلذلك قال لهم آمِنُوا بِاللَّهِ ولم يقل بتوحيد الله فمن آمن بوجود الله فقد آمن ومن آمن بتوحيده فما أشرك فالإيمان إثبات والتوح