قال لم يزل في حيرة من عصى الله والرسول وما ثم إلا واحد والرسول حجاب وقد علمت أنه لا ينطق عن الهوى بل هو لسان حق ظاهر في صورة خلق فإن رفعه ذمه الله وإن تركه تركه على مضض فأعطاه الله دواء من بلاء لهذه العلة وهو قوله من يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطاعَ الله ثم زاده في الدواء بقوله إِنَّ الَّذِينَ يُبايِعُونَكَ إِنَّما يُبايِعُونَ الله فلما أفرد الأمر في عين الجمع بل العليل من دائه ولذلك قال الخليل وإِذا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ فإن العبد لا بد له من خواطر تقتضيها نشأته وبنيته فمنها ما يوجب له مرضا فيحتاج إلى دواء ومنها ما لا مرض فيه وهو الخاطر السليم