اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... اقتباسات أخرى)
[من اعتنى به صغيرا وضيع كبيرا]


ومن ذلك من اعتنى به صغيرا وضيع كبيرا من الباب 453 قال يحيى آتاه الحكم صبيا ولم يجعل له من قبل سميا وسلط عليه الجبار عدوه فقتله وما حماه الله منه ولا نصره باقتراح بغي على باغ وقال أراد بقاه حيا فقتله شهيدا فأبقى حياته عليه فما مات من قتله أعداء الله في سبيل الله فجمع لهم بين الحياتين ولا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ في سَبِيلِ الله أَمْواتٌ بَلْ أَحْياءٌ ولكِنْ لا تَشْعُرُونَ ولا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا في سَبِيلِ الله أَمْواتاً بَلْ أَحْياءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ وإن كان الموت أشرف فإنه صفة الأشرف إِنَّكَ مَيِّتٌ وإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ فالأكابر لا يتميزون بخرق العوائد فهم مع الناس عموما في جميع أحوالهم بظواهرهم وقال الاعتناء بالصغير رحمة به لضعفه فإذا كبر وكل إلى نفسه فإن بقي في كبره على أصله من الضعف صحبته الرحمة وإن تكبر عن أصله وادعى القوة المجعولة فيه بعد ضعفه أضاعه الله في كبره برد الضعف إليه فاستقذره وليه وتمنى مفارقته وفي ضعف صغره كان يشتهي حياته ويرغب في تقبيله ولا يستقذره
