اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... اقتباسات أخرى)
[الفاصل بين الحالي والعاطل]
ومن ذلك الفاصل بين الحالي والعاطل من الباب 385 قال لله سور بين الجنة والنار باطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وظاهِرُهُ من قِبَلِهِ الْعَذابُ وعليه رجال يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيماهُمْ وهو الأعراف فيعرفون ما هم فيه وما هم وقال أخفى الله رحمته في باطن ذلك السور وجعل العذاب في ظاهره لاقتضاء الموطن والزمان والحال وأهل الجنة مغموسون في الرحمة ولا بد من الكشف فتظهر رحمة باطن السور فتعم فهنالك لا يبقى شقي الا سعد ولا متالم إلا التذ ومن الناس من تكون لذته عين انتزاح ألمه وهو الأشقى وهو في نفسه في نعيم ما يرى أن أحدا أنعم منه كما قد كان بري أنه لا أحد أشد عذابا منه وسبب ذلك شغل كل إنسان أو كل شيء بنفسه وقال أرجى آية في كتاب الله في حق أهل الشقاء في إسبال النعيم عليهم وشمول الرحمة قوله ولا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ في سَمِّ الْخِياطِ وهذا جزاء المجرمين على التعيين


