اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... اقتباسات أخرى)
[من تكلف ما تصوف]


ومن ذلك من تكلف ما تصوف من الباب الأحد والسبعين ومائة التكلف إذا كان من طريق البنية فلا يؤثر في البغية فإن كان من طريق القلب ففيه استهانة بالرب وهو أولى بالإيثار عند المقربين والأبرار في قيام الليل وصيام النهار من الأغيار فمن عبد الله بالتكلف فما هو من أهل التصوف التصوف خلق وعير الصوفي في التخلق والعالم بالله في التحقق فله الخلق من جهة صفاته وله التحقق من شهود ذاته إذا كان الرسول صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم من رآه فقد رآه وهو هو ليس سواه فما ظنك برب العزة ومذل الأعزة ومن أسمائه العزيز الكريم الحكيم وما حاز الصورة إلا من خلق في أحسن تقويم فأي دخول هنا للشيطان الرجيم فإن تجلى الشيطان في الصورة صحت المقالة المذكورة وهي أنه عين كل موجود إذ كان هو نفس الوجود فحكمه خارج عن حكم النبي للمقام العلى وهذا هو القول الذي عليه يعول ودع عنك من تأول المعلوم إن رحمته وسعت الموجود والمعدوم
