اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... اقتباسات أخرى)
[سر الرخاوة غشاوة]
ومن ذلك سر الرخاوة غشاوة من الباب 134 إذا استرخت الطبقة الصلبة التي في البصر حصل الضرر فالرخاوة غشاوة كما أنك لا تفرط في القساوة واسكن من القرى ساوه فإن السعادة فيما ساواه لا فيمن ناواه ولا تقل المثلان ضدان فإن لكل مقام مقالا ولكل علم رجالا ولكل مشرب حالا فأما ملحا أجاجا وإما عذبا زلالا الشدة والرخاء هما في الريح زعزع ورخاء فالزعزع عقيم والرخاء كريم تسعى في صلاح البال وهي محمودة في المال تجري بأمر من أمرها رُخاءً حَيْثُ أَصابَ لا يعقبها مصاب الرخاوة في الدين من الدين ولهذا امتن الله عليه إن جعل نبيه من أهل اللين فقال فَبِما رَحْمَةٍ من الله لِنْتَ لَهُمْ وبهذا فضلهم ولو كان فظا غليظ في فعله وقوله لَانْفَضُّوا من حَوْلِكَ فهم مع العفو واللين لا يقبلون فكيف مع الشدة والفظاظة لن يزالوا مدبرين لا تكن حلوا فتشترط ولا مرا فتقعي فتكون شبيها بالأفعي يتقى ضيرها مع أنه يرجى خيرها فإنها من عقاقير الترياق الذي يرد النفس ولو بَلَغَتِ التَّراقِيَ وقِيلَ من راقٍ ... والْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ فانظر إلى هذا الخير وما تحوي عليه من الضير فما قام خيرها بشرها ولا ذهب حلوها بمرها بل لكل حال مكان و


