اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... اقتباسات أخرى)
[إن من الأفعال ما علق الله الذم بفاعله ومن الأفعال ما علق الله المدح والحمد بفاعله]


فنقول إن من الأفعال ما علق الله الذم بفاعله والغضب عليه واللعنة وأمثال ذلك ومن الأفعال ما علق الله المدح والحمد بفاعله كالمغفرة والشكر والايمان والتوبة والتطهير والإحسان وقد وصف نفسه بأنه يحب المتصفين بهذا كله كما أنه لا يحب الموصوفين بالأفعال التي علق الذم بفاعلها مع قوله والله خَلَقَكُمْ وما تَعْمَلُونَ والأمر كله لله وقال أَلا لَهُ الْخَلْقُ والْأَمْرُ فأخبر أنه يحب الشاكرين والمحسنين والصابرين والتوابين والمتطهرين والذين اتقوا ولا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ ويغفر لهم ولا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ ولا الظالمين وما جاء في القرآن من صفة من لا يحبه عز وجل فالأدب من العلماء بالله أن تكون مع الله في جميع القرآن وما صح عندك أنه قول الله في خبر وارد صحيح فما نسب إلى نفسه بالإجمال نسبناه مجملا لا نفصله وما نسبه مفصلا نسبناه إليه مفصلا وعيناه بتفصيل ما فصل فيه لا نزيد عليه وما أطلق لنا التصرف فيه تصرفنا فيه لنكون عبيدا واقفين عند حدود سيدنا ومراسمه
فإنه الرب ونحن العبيد *** فنبتغي بالشكر منه المزيد