اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... اقتباسات أخرى)
[الإنسان الكامل ضرتان]


يدعى صاحبها عبد الضار فهو والإنسان الكامل ضرتان لأنه ما نازعه أحد في سورته إلا من أوجده على صورته فأول ضار كان هو حيث ضر نفسه ولهذا لم يدع أحد الألوهة ممن ادعيت فيه إلا الإنسان وهذا ضرر معنوي بين الصورتين وما رَمَيْتَ فضره إِذْ رَمَيْتَ فتضرر فإن نفا أضر بصاحبه وإن أثبت أضر بنفسه ولا بد من نفي وإثبات فلا بد من الضرر فهو الضار للصورتين لاحدية الصورة فإنه إذا نزل فيها أحدهما ارتحل الآخر حكما فإن ظلم نفسه أضر بها وإن ظلم لنفسه أضر بمثله ولَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ إلا هو وهذه حضرة سرها دقيق لأنها بين الحق والإنسان الكامل فكل ضرر في الكون فليس إلا منع الغرض أن يكون وهو عرض بالنظر إلى هذا الأصل وهو محقق في هذه العين قد نبه الشارع على إن الأولى والآخرة ضرتان إن أسخطت الواحدة أرضيت الأخرى والذات الأولى معلومة والذات الأخرى أيضا معلومة ولَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ فإنها عين كونك من الأولى لأنها تفنيك بظهورها وتردك إلى حكم العدم والآخرة لا تفني الأولى ولكن تندرج الأولى فيها إذا كان الظهور للآخرة فالأولى لا تمييز فيها فتجمع بين الضدين والآخرة ليست كذلك فبهذا تميزت عن الأولى فَرِيقٌ في الْجَنَّةِ