اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... اقتباسات أخرى)
فى معرفة أسرار وحقائق من منازل مختلفة
في الكمال وهو مما يحتاج إليه السائل في نيل غرضه فإنه من تمام خلق الغرض أن يوجد له متعلقة الذي يكون به كماله فإن تمامه تعلقه بمتعلق ما وقد وجد فإن أعطاه الله ما سأله بالغرض فقد أعطاه ما يحتاج إليه الغرض وذلك هو السخاء فإن السخاء عطاء على قدر الحاجة وقد يعطيه الله ابتداء من غير سؤال نطق لكن وجود الأهلية في المعطي إياه سؤال بالحال كما تقول إن كل إنسان مستعد لقبول استعداد ما يكون به نبيا ورسولا وخليفة ووليا ومؤمنا لكنه سوقة وعدو وكافر وهذه كلها مراتب يكون فيها كمال العبد ونقصه
قال صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم كمل من الرجال كثيرون ولم يكمل من النساء إلا مريم بنت عمران وآسية امرأة فرعون
وكل شخص ما عدا هؤلاء مستعد بإنسانيته لقبول ما يكون له به هذا الكمال فبالأهلية هو محتاج إليه وللحرمان وجد السؤال بالحال فحضرة السخاء فيها روائح من حضرة الحكمة فإن الله عز وجل ما منع إلا لحكمة ولا أعطى إلا لحكمة وهُوَ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ في المنع والعطاء والله يَقُولُ الْحَقَّ وهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ


