اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... اقتباسات أخرى)
فى معرفة أسرار وحقائق من منازل مختلفة
منهما لا لذاتها فالسعيد من النفوس المكلفة على نوعين في السعادة النوع الواحد مستور عن قيام المعصية به وغير المرغب فيه ولا لا طاعة ولا لا معصية ولا مرغبا ولا غير مرغب فيه فهو أسعد السعداء والنوع الآخر هو المستور بعد حكم المعصية فيه عن العقوبة على ذلك وهو المغفور له وهذه الأحكام تتعلق من المكلف في ظاهره وباطنه فالسعيد التام الكامل المعصوم ودونه المحفوظ ظاهرا غير المحفوظ باطنا فأقل مستور من اسمه عبد الغافر وأكثر مستور من اسمه عبد الغفور والمتوسط بينهما عبد الغفار فالناس أعني المكلفين على ثلاثة أحوال غافر وغفار وغفور ثم إن للمكلفين بعضهم مع بعض حكم هذه الأسماء فيمن جنى عليهم أو من حموه عن وقوع الجناية منهم ولهم أحكام أسماء الله فمتى تجاوز عمن جنى عليه تجاوز الله عنه ومن أنظر معسرا جنى ثمرة ذلك في الآخرة من عند الله فما يرى المكلف في الآخرة إلا أعماله تم إن الله يَعْفُوا عَنْ كَثِيرٍ