اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... اقتباسات أخرى)
[إن الناس على مراتب مختلفة]
كان هذا الهجير والمقام لشيخنا أبي مدين وكان يقول أبدا سورتي من القرآن تبارك الذي بيده الملك وهي مختصة بالإمام الواحد من الإمامين ولها الزيادة دائما في الدنيا والآخرة فإنها مختصة بالملك والزيادة إنما تكون من الملك فإذا تكررت تضاعف على الذاكر ما ينعم الله به على عبده والناس على مراتب مختلفة وتكون زياداتهم على حسب مراتبهم بما هم فيه فمن كان من أهل المعاني كانت الزيادة من المعاني ومن كان من أهل الحس كانت زيادته من المحسوسات قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُناسٍ مَشْرَبَهُمْ فلو أعطى في المزيد خلاف ما تعطيه مرتبته لم يقم به رأسا فينسب إلى سوء الأدب وإذا وافق رتبته وقع به الفرح منه والقبول وزاد في الشكر فتضاعف له المزيد
واعلم أن هذا الذاكر بهذا الذكر الخاص لا بد أن ينقدح له أن عينيه يد الحق الذي بها الملك فيرى الحق يعطي به من لا يرى أنه يده فيكون الحق مشكورا عند المنعم عليهم من جهة هذا الذاكر فيجني ثمرة نعيم كل منعم عليه فيشركهم في كل نعيم ينالونه من أي نوع كان من الإنعام وهذا لا يكون إلا لمن كمل من رجال الله والله يَقُولُ الْحَقَّ وهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ


