اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... اقتباسات أخرى)
[العذاب والألم]
اعلم أيدنا الله وإياك بِرُوحٍ مِنْهُ أني التزمت هذا الذكر أيضا سنين متعددة حتى كنت أسمي به في بلدي كما كنت أسمي أيضا يغيره من الأذكار ورأيت له بركات ظاهرة فلا بقوله أَتَوْا ولا بقوله بِما لَمْ يَفْعَلُوا فهو قوله فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ ولكِنَّ الله قَتَلَهُمْ وقوله وما رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ ولكِنَّ الله رَمى فيجيء الإنسان بالفعل من كون الفعل ظهر فيه فيحب إن يحمد بما فعل فيه والفعل ليس له فله من الالتذاذ بذلك على قدر دعواه إلا أنه التذاذ موجع لكونه يعلم الأمر على خلاف دعواه كالمتكبر الجبار الذي لا يمكن له أن ينتزح عن ضروراته وافتقاره إلى أدنى الأسباب المريحة له من ألمه فقوله فَلا تَحْسَبَنَّهُمْ بِمَفازَةٍ من الْعَذابِ يقول لا تظن أنهم يلتذون بذلك إشارة لا حقيقة ويستعذبونه بل لهم فيه استعذاب إن كانوا عارفين فجمعوا في هذا الذوق بين العذاب والألم فهم من وجه في نعيم ومن وجه في ألم مؤلم كما قال بعضهم
فهل سمعتم بصب *** سليم طرف سقيم
منعم بعذاب *** معذب بنعيم


