اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... اقتباسات أخرى)
[إن لله القرب المفرط من العبد]


قال الله تعالى نُوَلِّهِ ما تَوَلَّى اعلم أيدنا الله وإياك بِرُوحٍ مِنْهُ أن التولي عن الذكر المضاف إلى الله ما أطلق الله الإعراض عنه على الانفراد بل ضم إليه قوله ولَمْ يُرِدْ إِلَّا الْحَياةَ الدُّنْيا فبالمجموع أمر الحق تعالى نبيه صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم إذا وقع بالإعراض عنه فينتج للعارف هذا الذكر خلاف المفهوم منه في العموم فإن الله له القرب المفرط من العبد سبحانه وتعالى كما قال ونَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ من حَبْلِ الْوَرِيدِ والحياة الدنيا ليس إلا نعيم العبد بربه على غاية القرب الذي يليق بجلاله ولم يكن مراد المذكر بالذكر إلا أن يدعو الغافل عن الله فإذا جاء الذاكر ودعا بالذكر فسمعه هذا المدعو وكان معتنى به فشاهد المذكور عند الذكر في حياته الدنيا أمر الله هذا المذكر أن يعرض عن هذا المذكور لئلا يشغله بالذكر عن شهود مذكوره والنعيم به فقال الحق يخاطبه فَأَعْرِضْ عَنْ من تَوَلَّى عَنْ ذِكْرِنا لأن الذكر لا يكون إلا مع الغيبة ولَمْ يُرِدْ إِلَّا الْحَياةَ الدُّنْيا وهي نعيم القرب وهذا من باب الإشارة لمن هو في هذا المقام لا من باب التفسير ثم تمم وقال ذلِكَ مَبْلَغُهُمْ من الْعِلْمِ ذ