اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... اقتباسات أخرى)
[الزمان والشؤون الإلهية]
وقد جعل الله هذا الزمان الذي هو الليل والنهار يوما والزمان هو اليوم والليل والنهار موجودان في الزمان جعلهما أبا وأما لما يحدث الله فيهما كما قال يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهارَ كمثل قوله في آدم فَلَمَّا تَغَشَّاها حَمَلَتْ فإذا غشى الليل النهار كان الليل أبا وكان النهار أما وصار كل ما يحدث الله في النهار بمنزلة الأولاد التي تلد المرأة وإذا غشى النهار الليل كان النهار أبا وكان الليل أما وكان كل ما يحدث الله من الشئون في الليل بمنزلة الأولاد التي تلد الأم وقد بينا هذا الفصل في كتاب الشأن لنا تكلمنا فيه على قوله تعالى كُلَّ يَوْمٍ هُوَ في شَأْنٍ وسيأتي إن شاء الله في هذا الكتاب إن ذكرنا الله به من معرفة الأيام طرفا شافيا وكذلك قال تعالى أيضا يُولِجُ اللَّيْلَ في النَّهارِ ويُولِجُ النَّهارَ في اللَّيْلِ فزاد بيانا في التناكح وأبان سبحانه بقوله وآيَةٌ لَهُمُ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهارَ أن الليل أم له وأن النهار متولد عنه كما ينسلخ المولود من أمه إذا خرج منها والحية من جلدها فيظهر مولدا في عالم آخر غير العالم الذي يحويه الليل والأب هو اليوم الذي ذكرناه وقد بينا ذلك في كتاب الزمان لن