اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... اقتباسات أخرى)
[أول منفصل وآخر منفصل في دورة الملك]


وهذا الذي ذكرناه إنما هو إذا كان الملك عبارة عن الأناسي خاصة فإن نظرنا إلى سيادته على جميع ما سوى الحق كما ذهب إليه بعض الناس
للحديث المروي إن الله يقول لولاك يا محمد ما خلقت سماء ولا أرضا ولا جنة ولا نارا
وذكر خلق كل ما سوى الله فيكون أول منفصل فيها النفس الكلية عن أول موجود وهو العقل الأول وآخر منفصل فيها حواء عن آخر موجود آدم فإن الإنسان آخر موجود من أجناس العالم فإنه ما ثم إلا ستة أجناس وكل جنس تحته أنواع وتحت الأنواع أنواع فالجنس الأول الملك والثاني الجان والثالث المعدن والرابع النبات والخامس الحيوان وانتهى الملك وتمهد واستوى وكان الجنس السادس جنس الإنسان وهو الخليفة على هذه المملكة وإنما وجد آخرا ليكون إماما بالفعل حقيقة لا بالصلاحية والقوة فعند ما وجد عينه لم يوجد إلا واليا سلطانا ملحوظا ثم جعل له نوابا حين تأخرت نشأة جسده فأول نائب كان له وخليفة آدم عليه السلام ثم ولد واتصل النسل وعين في كل زمان خلفاء إلى أن وصل زمان نشأة الجسم الطاهر محمد صلى الله عليه وسلم فظهر مثل الشمس الباهرة فاندرج كل نور في نوره الساطع وغاب كل حكم في حكمه وانقادت جميع الشرائع إليه وظهرت