اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... المزيد)

وهذا مقام الأعراف وأما قولنا خالص أو ممتزج فالخالص الحرف الموجود عن عنصر واحد والممتزج الموجود عن عنصرين فصاعدا وأما قولنا كامل أو ناقص فالكامل هو الحرف الذي وجد عن تمام دورة فلكه والناقص الذي وجد عن بعض دورة فلكه وطرأت على الفلك علة أوقفته فنقص عما كان يعطيه كمال دورته كالدودة في عالم الحيوان التي ما عندها سوى حاسة اللمس فغذاؤها من لمسها كالواو مع القاف والزاي مع النون وأما قولنا يرفع من اتصل به نريد كل حرف إذا وقفت على سره ورزقت التحقق به والاتحاد تميزت في العالم العلوي

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية

وأما قولنا مقدس أي عن التعلق بغيره فلا يتصل في الخط بحرف آخر وتتصل الحروف به فهو منزه الذات تمدها ستة أفلاك عالية الأوج عنها وجدت الجهات هذه الستة الأحرف بحر عظيم لا يدرك قعره فلا يعرف حقيقتها إلا الله وهي مفاتح الغيب وندرك من باب الكشف أثرها المنوط بها وهي الألف والواو والدال والذال والراء والزاي وأما قولنا مفرد ومثنى ومثلث ومربع ومؤنس وموحش فنريد بالمفرد إلى المربع ما نذكره وذلك أن من الأفلاك التي عنها توجد هذه الحروف ما له دورة واحدة فذلك قولنا مفرد ودورتان فذلك المثنى هكذا إلى المربع وأما المؤنس والموحش فالدورة تأنس بأختها الشيء يألف شكله قال تعالى لِتَسْكُنُوا إِلَيْها وجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً ورَحْمَةً فالعارف يألف الحال ويأنس به نودي عليه السلام في ليلة إسرائه في استيحاشه بلغة أبي بكر فآنس بصوت أبي بكر خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر من طينة واحدة فسبق محمد صلى الله عليه وسلم وصلى أبو بكر ثانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُما في الْغارِ إِذْ يَقُولُ لِصاحِبِهِ لا تَحْزَنْ إِنَّ الله مَعَنا فكان كلامهما كلامه سبحانه فلم يعد المرتبة وعدى الخطاب إلى المرتبة الأخرى فقال كأنه
--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية

حركات الحروف ست ومنها *** أظهر الله مثلها الكلمات
هي رفع وثم نصب وخفض *** حركات للاحرف المعربات
وهي فتح وثم ضم وكسر *** حركات للاحرف الثابتات
وأصول الكلام حذف فموت *** أو سكون يكون عن حركات
هذه حالة العوالم فانظر *** لحياة غريبة في موات

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية

اعلم أيدنا الله وإياك بروح منه أنا كنا شرطنا أن نتكلم في الحركات في فصل الحروف لم أطلق عليها الحروف الصغار ثم إنه رأينا إنه لا فائدة في امتزاج عالم الحركات بعالم الحروف إلا بعد نظام الحروف وضم بعضها إلى بعض فتكون كلمة عند ذلك من الكلم وانتظامها ينظر إلى قوله تعالى في خلقنا فَإِذا سَوَّيْتُهُ ونَفَخْتُ فِيهِ من رُوحِي وهو ورود الحركات على هذه الحروف بعد تسويتها فتقوم نشأة أخرى تسمى كلمة كما يسمى الشخص الواحد منا إنسانا فهكذا انتشا عالم الكلمات
