اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... المزيد)

الأكوان ولا كون لهذا كما قيل
ظهرت لما أبقيت بعد فنائه *** فكان بلا كون لأنك كنته
فالحمد لله الذي جعلني من أهل الإلقاء والتلقي فنسأله سبحانه أن يجعلنا وإياكم من أهل التداني والترقي ثم أرجع وأقول إن فصول حروف المعجم تزيد على أكثر من خمسمائة فصل وفي كل فصل مراتب كثيرة فتركنا الكلام عليها حتى نستوفيه في كتاب المبادي والغايات إن شاء الله ولنقتصر منها على ما لا بد من ذكره بعد ما نسمي من مراتبها ما يليق بكتابنا هذا وربما نتكلم على بعضها وبعد ذلك نأخذها حرفا حرفا حتى تكمل الحروف كلها إن شاء الله ثم نتبعها بإشارات من أسرار تعانق اللام بالألف ولزومه إياه وما السبب لهذا التعشق الروحاني بينهما خاصة حتى ظهر ذلك في عالم الكتابة والرقم فإن في ارتباط اللام بالألف سرا لا ينكشف إلا لمن أقام الألف من رقدتها وحل اللام من عقدتها والله يرشدنا وإياكم لعمل صالح يرضاه منا انتهى الجزء الرابع والحمد لله

اعلم وفقنا الله وإياكم أن الحروف أمة من الأمم مخاطبون ومكلفون وفيهم رسل من جنسهم ولهم أسماء من حيث هم ولا يعرف هذا إلا أهل الكشف من طريقنا وعالم الحروف أفصح العالم لسانا وأوضحه بيانا وهم على أقسام كأقسام العالم المعروف في العرف فمنهم عالم الجبروت عند أبي طالب المكي ونسميه نحن عالم العظمة وهو الهاء والهمزة ومنهم العالم الأعلى وهو عالم الملكوت وهو الحاء والخاء والعين والغين ومنهم العالم الوسط وهو عالم الجبروت عندنا وعند أكثر أصحابنا وهو التاء والثاء والجيم والدال والذال والراء والزاي والظاء والكاف واللام والنون والصاد والضاد والقاف والسين والشين والياء الصحيحة ومنهم العالم الأسفل وهو عالم الملك والشهادة وهو الباء والميم والواو الصحيحة ومنهم العالم الممتزج بين عالم الشهادة والعالم الوسط وهو الفاء ومنهم عالم الامتزاج بين عالم الجبروت الوسط وبين عالم الملكوت وهو الكاف والقاف وهو امتزاج المرتبة ويمازجهم في الصفة الروحانية الطاء والظاء والصاد والضاد ومنهم عالم الامتزاج بين عالم الجبروت الأعظم وبين الملكوت وهو الحاء المهملة ومنهم العالم الذي يشبه العالم منا الذين لا يتصفون بالدخول فينا ولا ب
يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!