اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... المزيد)

غدا من عذاب الله فأحب للمسلمين ما تحب لنفسك واكره لهم ما تكره لنفسك ثم مت إذا شئت وإني أقول لك يا هارون إني أخاف عليك أشد الخوف يوم تزل فيه الاقدام فهل معك رحمك الله من يشير عليك بمثل هذا فبكى هارون بكاء شديدا حتى غشى عليه فقلت له ارفق يا أمير المؤمنين فقال تقتله أنت وأصحابك وأرفق به أنا ثم أفاق فقال له زدني رحمك الله فقال يا أمير المؤمنين بلغني أن عاملا لعمر بن عبد العزيز شكى إليه فكتب إليه يا أخي أذكرك طول سهر أهل النار في النار مع خلود الأبد وإياك أن ينصرف بك من عند الله عز وجل فيكون آخر العهد وانقطاع الرجاء فلما قرأ الكتاب طوى البلاد حتى قدم على عمر بن عبد العزيز فقال له ما أخرجك قال خلعت قلبي بكتابك لا أعود إلى ولاية حتى ألقى الله عز وجل قال فبكى هارون بكاء شديدا ثم قال زدني رحمك الله فقال يا أمير المؤمنين
إن العباس عم المصطفى صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم جاء إلى النبي صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم فقال يا رسول الله أمرني على إمارة فقال له إن الإمارة حسرة وندامة يوم القيامة فإن استطعت أن لا تكون أميرا فافعل
فبكى هارون بكاء شديدا وقال له زدني رحمك الله قال يا حسن الو
--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية

ليكن آثر الأشياء عندك وأحبها إليك أحكام ما افترض الله عليك واتقى ما نهاك عنه فإن ما تعبدك الله به خير لك وأفضل مما تختاره لنفسك من أعمال البر التي لم تجب عليك وأنت ترى أنها أبلغ لك فيما تريد كالذي يؤدب نفسه بالفقر بالفقر والتقلل وما أشبه ذلك إنما ينبغي للعبد أن يراعي أبدا ما وجب عليه من فرض فيحكمه على تمام حدوده وينظر إلى ما نهي عنه فيتقيه على أحكم ما ينبغي فالذي قطع العباد عن ربهم عز وجل وقطعهم عن أن يرزقوا حلاوة الايمان وعن أن يبلغوا حقائق الصدق وحجب قلوبهم من النظر إلى الآخرة وما أعد الله فيها لأوليائه وأعدائه حتى يكونوا كأنهم مشاهدون إنما قطعهم تهاونهم عن أحكام ما فرض عليهم في قلوبهم وأسماعهم وأبصارهم وألسنتهم وأيديهم وأرجلهم وبطونهم وفروجهم ولو وقفوا على هذه الأشياء وأحكموها لأدخل عليهم البر إدخالا يعجز أبدانهم وقلوبهم عن حمل ما رزقهم من حسن معونته وفوائد كرامته ولكن أكثر القراء والنساء حقروا محقرات الذنوب وتهاونوا بالقليل منها ومما فيهم من العيوب فحرموا لذة ثواب الصادقين في العاجل واستغفر الله مما تقول ولا تفعل
--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية

عبد الله المغاور وكان رجلا كبيرا من أهل لبلة من أعمال إشبيلية بغرب الأندلس كان سبب رجوعه إلى طريق الله إن الموحدين لما دخلوا لبلة رمت امرأة عليه نفسها وقالت له احملني إلى إشبيلية وأزلني من أيدي هؤلاء القوم فأخذها على عنقه وخرج بها فلما خلى بها وكان من الشطار الأشداء وكانت المرأة ذات جمال فائق فدعته نفسه إلى وقاعها فقال يا نفسي هي أمانة
