الفتوحات المكية

اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... المزيد)


يظهرون به إليهم فإذا وفى الله جزاء عملهم وانفهقت لهم الجنة بخيرها أمر الله بهم أن يصرفوا عنها إلى النار فتصرفهم الملائكة إلى النار فذلك استهزاء الله بهم كما إن هؤلاء المنافقين لما رجعوا إلى أهليهم قالوا إِنَّما نَحْنُ مُسْتَهْزِؤُنَ وقال سَخِرُوا مِنْهُ فَالْيَوْمَ الَّذِينَ آمَنُوا من الْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ كما كانوا في الدنيا يضحكون من المؤمنين لايمانهم وكذلك بعض المؤمنين يضحكون من أهل الله في الدنيا ولا سيما الفقهاء إذا رأوا العامة على الاستقامة يتحدثون بما أنعم الله عليهم في بواطنهم يضحكون منهم ويظهرون لهم القبول عليهم وهم في بواطنهم على خلاف ذلك فلا أقل يا أخي إذا لم يكن منهم أن تسلم لهم أحوالهم فإنك ما رأيت منهم ما ينكره دين الله ولا ما يرده العلم الصحيح النقلي والعقلي إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كانُوا من الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ وإِذا مَرُّوا بِهِمْ يَتَغامَزُونَ هكذا والله رأيت فقهاء الزمان مع أهل الله يتغامزون عليهم ويضحكون منهم ويظهرون القبول عليهم وهم على غير ذلك فاحذر من هذه الصفة ومن صحبة من هذه صفته لئلا يسرقك الطبع فما أعظم حسرتهم يوم القيامة فهم الَّذِينَ اشْت

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية

واحذر يا أخي أن تكون من شرار الناس فيتقي الناس لسانك فإن من شرار الناس الذين يكرمون اتقاء ألسنتهم وأنت أعرف بنفسك في ذلك‏

أقبل رجل على رسول الله صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم فيه قبل أن يصل إليه وقد رآه مقبلا بئس ابن العشيرة فلما وصل إليه بش في وجهه وضحك له فلما انصرف قالت له عائشة يا رسول الله قلت فيه ما قلت ثم بششت في وجهه فقال يا عائشة إن من شر الناس من أكرمه الناس اتقاء شره‏

فاحذر أن تكون ممن هذه صفتهم فتكون من شر الناس بشهادة رسول الله صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم وإن كانت لك زوجة فإياك إذا أفضيت إليها وكان بينك وبينها ما كان إن تنشر سرها فإن ذلك من الكبائر عند الله فإنه‏

ثبت عن رسول الله صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم أن من شر الناس عند الله يوم القيامة الذي يفضي إلى امرأته وتفضي إليه ثم ينشر سرها

فذلك من الكبائر وإياك أن تسب أبا أحد أو أمه فيسب أباك وأمك فإن ذلك من العقوق وكذلك إذا جالست مشركا فلا تسب من اتخذه إلها مع الله وإذا جالست من تعرف أنه يقع في الصحابة من الروافض فلا تتعرض ولا تعرض بذكر أحد من الصحابة ا

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية

احذر أن ترجح نظرك على علم الله في خلقه بمن قدمه من الولاة في النظر في أمور المسلمين وإن جاروا فإن لله فيهم سرا لا تعرفه وإن ما يدفع الله بهم من الشرور ويحصل بهم من المصالح أكثر من جورهم إن جاروا وهذا كثير ما يقع فيه الناس يرجحون نظرهم على ما فعل الله في خلقه ويأتيهم الشيطان فيعلق تسفيههم بالذين ولوه ويحول بينهم وبين الصحيح من كون الله ولاهم وينسيهم‏

أمر النبي صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم أن لا تخرج يدا من طاعة وأن لا تنازع الأمر أهله‏

فيدخل عليهم الشيطان من التأويل في هذه الأحاديث وأمثالها بما يخرجهم بذلك من الإسلام وينسيهم‏

قوله صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم فإن جاروا فلكم وعليهم وإن عدلوا فلكم ولهم وإن الله يزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن‏

لو لم يكن في هذه المسألة إلا اعتراض الملائكة على الله تعالى في خلافة آدم عليه السلام لكان كافيا وقد جعل رسول الله صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم من تمام الزكاة أن ينقلب المصدق وهو العامل الذي على الزكاة راضيا عنك وإن ظلمك وهذا باب قد أغفله الناس وقد أغلقوه على أنفسهم فما يرى أحد إلا وله في ذلك نصيب ولا يعلم ما فيه عند الله

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية


يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!