اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... المزيد)

وقال الله يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُلْ لا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلامَكُمْ بَلِ الله يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَداكُمْ لِلْإِيمانِ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ وإياك أن تتقدم قوما في الصلاة إماما وهم يكرهون تقدمك عليهم في صلاة وفي غيرها غير إن هنا دقيقة وهي أن تنظر ما يكرهون منك فإن كرهوا منك ما كره الشرع منك فهو ذاك وإن كرهوا منك ما أحبه الشرع منك فلا تبال بكراهتهم فإنهم إذا كرهوا ما أحب الشرع فليسوا بمؤمنين وإذا لم يكونوا مؤمنين فلا مراعاة لهم ولتتقدم شاءوا أم أبوا فمن ذلك الصلاة إذا كنت أقرأ القوم فأنت أحق بالإمامة بهم أو ذا سلطان فإن الله قدمك عليهم ومع هذا فينبغي للناصح نفسه أن لا يتصف بصفة يكره منها تقدمه في أمر ديني وليسع في إزالة تلك الصفة عن نفسه ما استطاع وحافظ على الصلاة لأول ميقاتها ولا تؤخرها حتى يخرج وقتها وإياك أن تتعبد حرا وتسترقه بشبهة ولا ترى أن لك فضلا على أحد فإن الفضل لله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم وتعبد الحر على نوعين إما أن تأخذ من هو حر الأصل فتبيعه وإما أن تعتق عبد أو لا تمكنه من نفسه وتتصرف فيه تصرف السيد لعبده وليس لك ذلك إلا بإذنه أو إجازته
--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية

إذا كنت جنبا ولم تغتسل فتوضأ إن كان لك ماء وإلا فتيمم وإذا أردت أن تعاود فتوضأ بينهما وضوءا وإذا أردت أن تنام وأنت جنب فتوضأ وإن لم تكن جنبا فلا تنم إلا على طهارة وإذا أردت أن تأكل أو تشرب وأنت جنب فتوضأ وإياك والتضمخ بالخلوق فإن الله لا يقبل صلاة أحد وعلى جسده شيء من خلوق وثبت أن الملائكة لا تقربه ولا تقرب الجنب إلا أن يتوضأ
كما أنه
قد ثبت أن الملائكة لا تقرب جيفة الكافر
فإياك أن تنزل نفسك بترك الوضوء في الجنابة منزلة جيفة الكافر في بعد الملك منك فإنهم المطهرون بشهادة الله في قوله تعالى إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ في كِتابٍ مَكْنُونٍ لا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ يعني بالكتاب المكنون الذي هو صُحُفٍ مُكَرَّمَةٍ مَرْفُوعَةٍ مُطَهَّرَةٍ بِأَيْدِي سَفَرَةٍ كِرامٍ بَرَرَةٍ وإياك والغدر وهو أن تعطي أحدا عهدا ثم تغدر به
فإن رسول الله قبل إسلام المغيرة وما قبل غدرته بصاحبه
مع كون صاحبه كافرا فكيف حال من يغدر بمؤمن فإن الله قد أوعد على ذلك الوعد الشديد وليس من مكارم الأخلاق ولا مما أباحته الشريعة وإياك وعقوق الوالدين إن أدركتهما فأشقى الناس من أدرك