الفتوحات المكية

اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... المزيد)


بما عنده من المال والإمساك عن الصدقة والتوسعة على المحتاجين مما أتاه الله من الخير فهو يكنزه ولا ينفقه ولا يؤدي زكاته حتى يكوى به جنبه وجبينه وظهره كما قال تعالى فيهم يَوْمَ يُحْمى‏ عَلَيْها في نارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوى‏ بِها جِباهُهُمْ وجُنُوبُهُمْ وظُهُورُهُمْ هذا ما كَنَزْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ فَذُوقُوا ما كُنْتُمْ تَكْنِزُونَ فلهذا العطاء عن شدة سميت صدقة يقال رمح صدق أي صلب وقد ضرب رسول الله صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم مثلا في البخيل والمتصدق‏

فقال صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم مثل البخيل والمتصدق كمثل رجلين عليهما جبتان من حديد قد اضطرت أيديهما إلى تراقيهما

فجعل المتصدق كلما تصدق بصدقة انبسطت عليه حتى تجن ثيابه وتعفو أثره وجعل البخيل كلما هم بصدقة قلصت وأخذت كل حلقة مكانها فإياك والبخل فإنه يرديك ويوردك الموارد المهلكة في الدنيا والآخرة ولا يجعلك تتكرم وتتصدق إلا استعمال العلم فإنك إذا علمت إن رزقك لا يأكله ولا يقتات به ولا يحيى به غيرك ولو اجتمع أهل السموات والأرض على أن يحولوا بينك وبين رزقك ما أطاقوا وإذا علمت إن رزق غيرك فيما أنت مالكه لا بد أن يصل إليه حتى يتغدى به

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية

وعليك بالجهاد الأكبر وهو جهادك هواك فإنه أكبر أعدائك وهو أقرب الأعداء إليك الذين يلونك فإنه بين جنبيك والله يقول سبحانه يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُمْ من الْكُفَّارِ ولا أكفر عندك من نفسك فإنها في كل نفس تكفر نعمة الله عليها من بعد ما جاءتها فإنك إذا جاهدت نفسك هذا الجهاد خلص لك الجهاد الآخر في الأعداء الذي إن قتلت فيه كنت من الشهداء الأحياء الذين عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ فَرِحِينَ بِما آتاهُمُ الله من فَضْلِهِ مستبشرين بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ من خَلْفِهِمْ وقد علمت فضل المجاهد في سبيل الله في حال جهاده حتى يرجع إلى أهله بما اكتسبه من أجر أو غنيمة إنه كالصائم القائم القانت بآيات الله لا يفتر من صلاة ولا من صيام حتى يرجع المجاهد وقد علمت بالحديث الصحيح أن الصوم لا مثل له وقد قام الجهاد مقامه ومقام الصلاة وثبت هذا عن رسول الله ص‏

وهذا في الجهاد الذي فرضه الله تعالى المعين ويعصي الإنسان بتركه لا بد من ذلك ولا يزال العبد العالم الناصح نفسه المستبرئ لدينه في جهاد أبدا لأنه مجبول على خلاف ما دعاه إليه الحق فإنه بالأصالة متبع هواه الذ

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية

وعليك بإسباغ الوضوء على المكاره وذلك في زمان البرد واحذر من الالتذاذ باستعمال الماء البارد في زمان الحر فتسبغ الوضوء لالتذاذك به في زمان الحر فتتخيل أنك ممن أسبغ الوضوء عبادة وأنت ما أسبغته إلا لوجود الالتذاذ به لما أعطاه الحال والزمان من شدة الحر فإذا أسبغته في شدة البرد صار لك عادة وقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم الخير عادة

فأصحب تلك النية في زمان الحر فإن غلبتك النفس على الإسباغ بما تجده من اللذة المحسوسة في ذلك‏

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية

فاعلم إن الالتذاذ هنا إنما وقع بدفع ألم الحر وإزالته فانو في ذلك دفع الألم عن نفسك أ لا ترى قاتل نفسه كيف حرم الله عليه الجنة فحق النفس على صاحبها أعظم من حق الغير

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية


يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!