الفتوحات المكية

اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... المزيد)


أنها تسعى يقول له فلا تخف إذا رأيت ذلك منهم يقوى جأشه فلما وقع من السحرة ما وقع مما ذكر الله لنا في كتابه وامتلأ الوادي من حبالهم وعصيهم ورآها موسى فيما خيل له حيات تسعى فَأَوْجَسَ في نَفْسِهِ خِيفَةً مُوسى‏ فلم يكن نسبة الخوف إليه في هذا الوقت نسبة الخوف الأول فإن الخوف الأول كان من الحية ف وَلَّى مُدْبِراً ولَمْ يُعَقِّبْ حتى أخبره الله تعالى وكان هذا الخوف الآخر الذي ظهر منه للسحرة على الحاضرين لئلا تظهر عليه السحرة بالحجة فيلتبس الأمر على الناس ولهذا قال الله له لا تَخَفْ إِنَّكَ أَنْتَ الْأَعْلى‏ ولما ظهر للسحرة خوف موسى مما رآه وما علموا متعلق هذا الخوف أي شي‏ء هو علموا أنه ليس عند موسى من علم السحر شي‏ء فإن الساحر لا يخاف مما يفعله لعلمه أنه لا حقيقة له من خارج وأنه ليس كما يظهر لا عين الناظرين فأمر الله موسى أن يلقي عصاه وأخبر أنها تَلْقَفْ ما صَنَعُوا فلما ألقى موسى عصاه فكانت حية علمت السحرة بأجمعها مما علمت من خوف موسى أنه لو كان ذلك منه وكان ساحرا ما خاف ورأوا عصاه حية حقيقة علموا عند ذلك أنه أمر غيب من الله الذي يدعوهم إلى الايمان به وما عنده من علم السحر خبر فتلقفت تل

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية

فهذا المنزل الذي ذكرناه في هذا الباب أنه مجاور لعلم جزئي من علوم الكون هو هذا العلم الجزئي علم المعجزات لأنه ليس عن قوة نفسية ولا عن خواص أسماء فإن موسى عليه السلام لو كان انفعال العصا حية عن قوة وهمية أو عن أسماء أعطيها ما ولى مدبرا ولم يعقب خوفا فعلمنا أن ثم أمورا تختص بجانب الحق في علمه لا يعرفها من ظهرت على يده تلك الصورة فهذا المنزل مجاور لما جاءت به الأنبياء من كونه ليس عن حيلة ولم يكن مثل معجزات الأنبياء عليهم السلام لأن الأنبياء لا علم لهم بذلك وهؤلاء ظهر ذلك عنهم بهمتهم أو قوة نفسهم أو صدقهم قل كيف شئت فلهذا اختصت باسم الكرامات ولم تسم معجزات ولا سميت سحرا فإن المعجزة ما يعجز الخلق عن الإتيان بمثلها إما صرفا وإما أن تكون ليست من مقدورات البشر العدم قوة النفس وخواص الأسماء وتظهر على أيديهم وإن السحر هو الذي يظهر فيه وجه إلى الحق وهو في نفس الأمر ليس حقا مشتق من السحر الزماني‏

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية


يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!