اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... المزيد)

يقال لصاحبها عبد المعطي وقال تعالى ما يَفْتَحِ الله لِلنَّاسِ من رَحْمَةٍ فَلا مُمْسِكَ لَها
إذا أعطى فلا مانع *** وإن يمنع فلا معطي
فيا نفسي بجود الله *** مهما جنته حطي
وأسرع عند ما يدعوك *** للإتيان لا تبطئ
ولا تفزع إلى أمر *** أتى بالغت والغط
فتفرق منه لا تفعل *** فإن الجد في الحط
وكن بالحق مربوطا *** فإن الخير في الربط
ولا تضبط على أمر *** فإن البحل في الضبط
وكن للشرط مطلوبا *** فلا تقعد عن الشرط
وكن خطأ ولا تبرح *** مع الرحمن في الخط
ولا تركن إلى سطح *** ولا تنظره في النقط
--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية

اعلم أن حضرة المنع أنت فإن الجود الإلهي مطلق فالمنع عدم القبول لأنه لا يلائم المزاج فلا يقبله الطبع ولا تخلو عن قبول فقد قبلت من العطاء ما أعطاه استعدادك فإن تألمت بما حصل لك فما كان إلا قبولك وإن تنعمت فما كان إلا قبولك ومن قبل المفيض المعطي لا ألم ولا نعيم بل وجود جود صرف خالص محض فإن قلت قد وصف نفسه بالإمساك وهو المنع لا غير قلنا لما وصف نفسه بالإمساك في تلك الحال هل بقيت بلا أعطية فإنه يقول لا بل كنت على أعطية من الله فإن الجود الإلهي يأبى ذلك فلهذا لم تقبل لما في المحل مما قبلت فإن قلت فقد منع ما تعلق به غرضي حين إمساكه عني كما يمسك المطر قلنا ما أمسك شيئا عن إرساله إلا وإمساكه عطاء من وجه لا يعرفه صاحب ذلك الغرض فقد أعطاه الغرض وأمسك عنه الغيث ليستسقيه فيقام في عبادة ذاتية من افتقار فأعطاه ما هو الأولى به وهذا عطاء الكرم فلا تنطر إلى جهلك وراقب علمه بالمصالح فيك فتعرف إن إمساكه عطاء فمن مسكه عطاء كيف تنظره مانعا ولا تنظره معطيا وما تسمى بالمانع إلا لكونك جعلته مانعا حيث لم تنل منه غرضك فما منع إلا لمصلحة فإن قلت فالجاهل به قد منعه العلم به قلنا هنا غلط كبير فإن العلم بالله مح
--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية

ثم من يقول إن الله ما وهبني العلم به إلا أنه يطلب الزيادة ولا يكون ذلك منعا فإن الحال لا يعطي إلا المزيد لكون استحالة ما لا يتناهى أن يدخل في الوجود ومريد العلم بالله لا يتناهى فهو في كل نفس يهب من العلم به ما يشعر به وما لا يشعر به يقول إن الله أبقى على ذلك العلم به الذي كان عندي فلا يزال التكوين دائما لا ينقطع فهو لكل ما لم يحصل في الوجود مانع عند هذا الشخص حيث يرى الإمكان في تحصيله في الزمان الذي لم يحصل له وما ذاك إلا لجهله بالأمر فإن الأمور لا تنظر من حيث إمكانها فقط بل تنظر من حيث إمكانها ومن حيث اقتضاه علم المرجح فيها من التقدم والتأخر وما في الوجود فراغ إذ لو كان ثم فراغ لصح المنع حقيقة فما ثم الا عطاء في عين منع ومنع في عين عطاء وما كانَ عَطاءُ رَبِّكَ مَحْظُوراً
من منعه عطا *** فذاك الجواد
وكشفه غطا *** فإنه المراد
وذاته وطاء *** وليس بالمهاد
فلا يريد شيئا *** نعم ولا يراد