اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... المزيد)

فيكون الكل في رحمته *** بامتنان ووجوب قد كتب
يطمع الشيطان في رحمته *** وكذا حكم عبيد يكتسب

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية

قال الله تعالى أَلا لِلَّهِ الدِّينُ الْخالِصُ ألا إنه العهد الذي خلص لنفسه في وفاء العبد به ما استخلصه العبد من الشيطان ولا من الباعث عليه من خوف ولا رغبة ولا جنة ولا نار فإنه قد يكون الباعث للمكلف مثل هذه الأمور في الوفاء بعهد الله فيكون العبد من المخلصين ويكون الدين بهذا الحكم مستخلصا من حد من يعطي المشاركة فيه فيميل العبد به عن الشريك ولهذا قال فيه حُنَفاءَ لِلَّهِ أي مائلين به إلى جانب الحق الذي شرعه وأخذه على المكلفين من جانب الباطل إذ قد سماهم الحق مؤمنين في كتابه فقال في طائفة إنهم آمَنُوا بِالْباطِلِ وكَفَرُوا بِاللَّهِ فكساهم حلة الايمان فما الايمان خصوص بالسعداء ولا الكفر خصوص بالأشقياء فوقع الاشتراك وتميزه قرائن الأحوال فلم يبق يعرف الايمان من الكفر ولا الايمان من الايمان ولا الكفر من الكفر إلا بلابسه فالعهد الخالص هو الذي لما أخذ الله من بَنِي آدَمَ من ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وأَشْهَدَهُمْ عَلى أَنْفُسِهِمْ ثم ولد كل بنى آدم على الفطرة وهوقوله صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم كل مولود يولد على الفطرة
وهو الميثاق الخالص لنفسه الذي ما ملكه أحد غصبا فاستخلص منه بل لم
--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية

واعلم أنه ما سمي مَقاماً مَحْمُوداً لمجرد الشفاعة بل لما فيه من عواقب الثناء الإلهي الذي يثني رسول الله صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم بها على ربه عز وجل مما لا يعلم بذلك الثناء الخاص اليوم فما حمد إلا من أجل الله لا من أجل الشفاعة ثم جاءت الشفاعة تبعا في هذا المقام فيقال له عند فراغه من الثناء سل تعطه واشفع تشفع فيشفع في الشافعين أن يشفعوا فيبيح الله الشفاعة للشافعين عند ذلك فيشفعون فلا يبقى ملك ولا رسول ولا مؤمن إلا ويشفع ممن هو من أهل الشفاعة وأهل العهد الخالص على منابرهم لا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ على نفوسهم ولا على أحد لأنهم لم يكن لهم تبع في الدنيا وكل من كان له تبع في الدنيا فإنه وإن أمن على نفسه فإنه لا يأمن على من بقي وعلى تابعه لكونه لا يعلم هل قصر وفرط فيما أمره به أم لا فيحزنه الفزع الأكبر عليه تقول بعض النساء من العارفين لجماعة من رجال الله أ رأيتم لو لم يخلق جنة ولا نارا أ ليس هو بأهل أن يعبد تشير هذه المرأة إلى الدين الخالص وهو هذا المقام وهي رابعة العدوية ذلِكَ فَضْلُ الله يُؤْتِيهِ من يَشاءُ ويقول فيه أبو يزيد الأكبر لا صفة لي فلو استخلص عهده لكان مخلصا وإذ