الفتوحات المكية

اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... المزيد)


الآية وكقوله سَنُرِيهِمْ آياتِنا في الْآفاقِ وفي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ وأمثال هذه الآيات وأما عند أهل الكشف والوجود فكل جزء في العالم بل كل شي‏ء في العالم أوجده الله لا بد أن يكون مستندا في وجوده إلى حقيقة الإلهية فمن حقره أو استهان به فإنما حقر خالقه واستهان به ومظهره وكل ما في الوجود فإنه حكمة أوجدها الله لأنه صنعة حكيم فلا يظهر إلا ما ينبغي لما ينبغي كما ينبغي فمن عمي عن حكمة الأشياء فقد جهل ذلك الشي‏ء ومن جهل كون ذلك الأمر حكمة فقد جهل الحكيم الواضع له ولا شي‏ء أقبح من الجهل فإن قلت فالجهل من العالم وقد قبحته فقد قبحت من استند إليه الجهل في وجوده قلنا كان يصح هذا لو كان الجهل نسبة وجودية فالجهل إنما هو عبارة عن عدم العلم لا غير فليس بأمر وجودي والعدم هو الشر والشر قبيح لنفسه حيثما فرضته ولهذا

ورد في الخبر الصحيح أن النبي صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم قال في دعائه ربه تعالى والخير كله في يديك والشر ليس إليك‏

فما نسب الشر إليه فلو كان الشر أمرا وجوديا لكان إيجاده إلى الله إذ لا فاعل إلا الله فالوجود كله خير لأنه عين الخير المحض وهو الله

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية


يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!