الفتوحات المكية

اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... المزيد)


الأنبياء عليه السلام في ذلك اليوم ما قد ورد على ألسنة الرسل ودون الناس فيه ما دونوا فمن أراد تفاصيل الأمور فلينظرها هنالك ثم تقع الشفاعة الأولى من محمد صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم في كل شافع أن يشفع فيشفع الشافعون ويقبل الله من شفاعتهم ما شاء ويرد من شفاعتهم ما شاء لأن الرحمة في ذلك اليوم يبسطها الله في قلوب الشفعاء فمن رد الله شفاعته من الشافعين لم يردها انتقاصا بهم ولا عدم رحمة بالمشفوع فيه وإنما أراد بذلك إظهار المنة الإلهية على بعض عباده فيتولى الله سعادتهم ورفع الشقاوة عنهم فمنهم من يرفع ذلك عنه بإخراجهم من النار إلى الجنان وقد ورد وشفاعته بشفاعة أرحم الراحمين عند المنتقم الجبار فهي مراتب أسماء إلهية لا شفاعة محققة فإن الله يقول في ذلك اليوم شفت الملائكة والنبيون والمؤمنون وبقي أرحم الراحمين فدل بالمفهوم أنه لم يشفع فيتولى بنفسه إخراج من يشاء من النار إلى الجنة ونقل حال من هو من أهل النار من شقاء الآلام إلى سعادة إزالتها فذلك قدر نعيمه وقد يشاء ويملأ الله جهنم بغضبه المشوب وقضائه والجنة برضاه فتعم الرحمة وتنبسط النعمة فيكون الخلق كما هم في الدنيا على صورة الحق فيتحولون لتحوله

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية

اعلم أن جهنم تحوي على السموات والأرض على ما كانت عليه السماء والأرض إذ كانتا رتقا فرجعت إلى صفتها من الرتق والكواكب كلها فيها طالعة وغاربة على أهل النار بالحرور والزمهرير بالحرور على المقرورين بعد استيفاء المؤاخذة بما أجرموا وبالزمهرير على المحرورين ليجدوا في ذلك نعيما ولذة ما لهم من النعيم إلا ذلك وهو دائم عليهم أبدا وكذلك طعامهم وشرابهم بعد انقضاء مدة المؤاخذة يتناولون من شجرة الزقوم لكل إنسان بحسب ما يبرد عنه ما كان يجده أو يسخنه كالظمآن بحرارة العطش فيجد ماء باردا فيجد له من اللذة لاذهابه لحرارة العطش وكذلك ضده وأبوابها سبعة بحسب أعضاء التكليف الظاهرة لأن باب القلب مطبوع عليه لا يفتح من حين طبع الله عليه عند ما أقر له بالربوبية وعلى نفسه بالعبودية فللنار على الأفئدة اطلاع لا دخول لغلق ذلك الباب فهو كالجنة حفت بالمكاره فما ذكر الله من أبواب النار إلا السبعة التي يدخل منها الناس والجان وأما الباب المغلق الذي لا يدخل عليه أحد هو في السور فباطنه فيه الرحمة بإقراره بوجود الله ربا له وعبودته لربه وظاهره من قبله العذاب وهي النار التي تطلع على الأفئدة وأما منازلها ودركاتها وخوخاتها فعل

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية


يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!