الفتوحات المكية

اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... المزيد)


وما قرن الله قط بالمآب إليه سوء تصريحا وغاية ما ورد في ذلك في معرض التهديد في الفهم الأول وسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ فسيعلمون من كرم الله ما لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ قبل المؤاخذة لمن غفر له وبعد المؤاخذة لانقطاعها عنهم فرحمته واسعة ونعمته سابغة جامعة وأنفس العالم فيها طامعة لأنه كريم من غير تحديد ومطلق الجود من غير تقييد ولذلك حشر العالم يوم القيامة كَالْفَراشِ الْمَبْثُوثِ لأن الرحمة منبثة في المواطن كلها فانبث العالم في طلبها لكون العالم على أحوال مختلفة وصور متنوعة الوجوه فتطلب بذلك الانبثاث من الله الرحمة التي تذهب منه تلك الصورة التي تؤديه إلى الشقاء فهذا سبب انبثاثهم في ذلك اليوم وكذلك الجبال الصلبة تكون كَالْعِهْنِ الْمَنْفُوشِ لما خرجت عنه من القساوة إلى اللين الذي يعطي الرحمة بالعباد ولا يدري ما قلناه إلا أهل الشهود والمتحققون بحقائق الوجود وأما من بقي مع ثقليته فإن الثقلين ما سماهما الله بهذا الاسم إلا ليميزهما به عمن سواهما دائما حيث كانا فلا تزال أرواحهما تدبر أجساما طبيعية وأجسادا دنيا وبرزخا وآخرة وكذلك منازلهما التي يسكنونها من

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية


يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!