الفتوحات المكية

اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... المزيد)


فإنه لا ذوق له في الألوهة ولا خبرة له بها فما عنده منها إلا الأسماء خاصة فاسأل الله عن الله واسئل العبد عن العبودة فنسبة العبودة للعبد نسبة الألوهة لله فإخبار الحق عن العبودة اخبارا له وإخبار العبد عن الألوهة إخبار عبد ولذلك‏

ورد من عرف نفسه عرف ربه‏

فيعرف نفسه معرفة ذوق فلا يجد في نفسه للالوهة مدخلا فيعلم بالضرورة أن الله لو أشبهه أو كان مثلا له لعرفه في نفسه وعلم بافتقاره أن ثم من يفتقر إليه ولا يمكن أن يشبهه فعرف ربه أنه ليس مثله وإن كان الله قد أقامه خليفة وأوجده على الصورة فيخاف ويرجى ويطاع ويعصى فقد بينا معنى ذلك في هذه الآثار من هذا الباب وأما الأثر التاسع وهو قوله في خلق السموات والأرض إنه ما خلقهما إلا بالحق أي ما خلقهما إلا له تعالى جده وتبارك اسمه لأنه قال وإِنْ من شَيْ‏ءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ فما خلق العالم إلا له تعالى ولذلك قال فيمن علم أنه جعل في نشأته عزة وهما الجن والإنس وما خَلَقْتُ الْجِنَّ والْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ أي ليتذللوا إلي لما ظهر فيهما من العزة ودعوى الألوهة والإعجاب بنفوسهم فمن لطف الله بهم أن ينبههم على ما أراد بهم في خلقه إيا

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية


يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!