اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... المزيد)
ليس للخلق تبديل أو لا تبديل لخلق الله من كونه أَعْطى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ وفيه علم حكمة الأخذ الإلهي جزاء هل يعم أو يؤلم ابتداء من غير جزاء كإيلام البريء والصغير فهل هو كما قاله القائل أو ليس الأمر كذلك وإنما هو بريء في ظاهر الأمر مما نسب إليه وما هو بريء عند الله من أمر آخر وقع منه في حق حيوان أو ما لا يعلمه إلا الله والمبتلى أن تذكره فلا يكون على هذا الأخذ أبدا بل له جزء ابتداء وإنما قاله من قاله بنسبة خاصة رأى الأخذ عندها مع براءة المأخوذ مما نسب إليه من تلك النسبة الخاصة ولم يكن عند الله الأخذ إلا من أمر عمله استحق به هذه العقوبة فانتظر انقضاء زمان المهملة فانقضى عند دعوى عليه غير صادقة هو منها بريء فأخذ عندها وإنما كان الأخذ بما تقدم فقيل هذا الأخذ وهو بريء مما نسب إليه فصدقوا أنه بريء ولم يصدقوا في أنه أخذ من أجل تلك الدعوى عليه وهو من علم المكاشفة والاعتبار والمكاشفة في تحصيل هذا العلم أتم لأنه يعين لك الكشف العلة على خصوصها والاعتبار يجملها لك من غير تعيين أو يخرج لها عللا محتملة لا يدري ما أوجب ذلك الأخذ منها فهذا الفرق بين أهل الاعتبار والكشف وفيه علم إلحاق الله