الفتوحات المكية

اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... المزيد)


بصيرا خرج عن صدره فرأى فالأسباب صدور الموجودات والموجودات كالقلوب فما دام الموجود ناظرا إلى السبب الذي صدر عنه كان أعمى عن شهود الله الذي أوجده فإذا أراد الله أن يجعله بصيرا ترك النظر إلى السبب الذي أوجده الله عنده ونظر من الوجه الخاص الذي من ربه إليه في إيجاده جعله الله بصيرا فالأسباب كلها ظلمات على عيون المسببات وفيها هلك من هلك من الناس فالعارفون يثبتونها ولا يشهدونها ويعطونها حقها ولا يعبدونها وما سوى العارفين يعاملونها بالعكس يعبدونها ولا يعطون حقها بل يغصبونها فيما تستحقه من العبودية التي هي حقها ويشهدونها ولا يثبتونها فما تسمع أحدا من الناس إلا وهو يقول ما ثم إلا الله وينفي الأسباب فإذا أخذته بقوله أو نزلت به نازلة شاهد السبب وعمي عمن أثبته وكفر به وآمن بما نفاه فإذا اتفق لبعض الناس أن تلك النازلة ما ارتفعت بهذا السبب الذي استند إليه وانقطعت به الأسباب حينئذ يكفر بها ويرجع إلى الله خالق الأسباب فلم يدر بما ذا كفر ولا بما به آمن ولم يدر ما معنى السبب ولا غيره إذ لو علم إن السبب لا يصح إلا أن يكون عنه المسبب لعلم أن السبب الذي استند إليه في رفعه لهذه النازلة لم يكن سببها بوجه

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية

فلما أضاء النهار للحركة وقعت الولادة للأشياء بها بها فطهرت الأعيان في عالم الحس غالبا وهبت الرياح في البحار فتلاطمت الأمواج وجرت السفن ورمت البحار ما فيها لتلاطم الأمواج ولما أظلم الليل للسكون سكنت الرياح وسكنت الأمواج وأمسك البحر ما فيه غالبا وظهرت الولادة في البرزخ فكانت الأحلام ورؤيا المبشرات والمفزعات كالصورة القبيحة والجميلة في صور المولدات في الحس من الأفعال والنشآت وأغلب وقوع هذا في صدر الليل وفي صدر النهار لأن الرياح لا نهب إلا بعد طلوع الشمس حينئذ تكون الرياح كما إن رياح النصر لا تهب إلا في صدر العشي وهو بعد الزوال ولهذا يستحب فيه القتال ولما كان الليل محلا للسكون والمسامرة ولا يبيت شخص إلا مع من يحبه ويسكن إليه غالبا ولا يسامر إلا من يأنس به لذلك كان الليل أصل المودة والرحمة حتى إن الذين تعذبهم الملوك لا تعذبهم إلا بالنهار غالبا وأما الليل فلا لأن المعذب يتعذب بالليل إذا عذب للسهر وعدم النوم والذي يلحقه فالليل زمان السكون والراحة والمعذب لا يريد أن يعذب نفسه فيترك العذاب إلى النهار الذي هو محل الحركة فأصل الود والمحبة موجود من الليل وضده موجود بالنهار ثم إن الغيبة أعني غي

--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية


يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!