اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... المزيد)
كان حاله الذلة والافتقار ومقامه الجلال والقبض والهيبة والخوف فإذا كانت أوصاف العبد ما ذكرناه منحه الله العزة والغني في حاله والجمال والبسط والأنس به والرجاء في غيره لا في نفسه فإنه في حق نفسه من ربه في أمان لأنه قد بشر كما قال لَهُمُ الْبُشْرى في الْحَياةِ الدُّنْيا وبشارة الحق حق لا يدخلها نسخ فيؤمن بوجودها المكر ولكن إذا كان نصا وفي هذا المنزل ذوق عجيب لا يكون في غيره وهو أنه إذا كنت في حال من الأحوال فإن الحق يهبك في تلك الحال علما من ذلك الحال لا تخرج عنه مثل الذي ينتقل من العلم بالشيء إلى معاينة ذلك الشيء فلم يحصل له إلا مزيد وضوح في عين واحدة كذلك هذا المنزل وهو منزل منه يعلم الجمع بين الضدين وهو وجود الضد في عين ضده وهذا العلم أقوى علم تعلم به الوحدانية لأنه يشاهد حالا لا يمكن أن يجهله إن عين الضد هو بنفسه عين ضده فيدرك الأحدية في الكثرة لا على طريقة أصحاب العدد فإن تلك طريقة متوهمة وهذا علم مشهود محقق وممن تبرز في هذا المنزل المبارك أبو سعيد الخراز من المتقدمين وكنت أسمع ذلك عنه حتى دخلته بنفسي وحصل لي ما حصل فعرفت أنه الحق وأن الناس في إنكارهم ذلك على حق فإنهم ينكرونه ع
--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية
واعلم أن لهذا المنزل حالا لا يكون لغيره وهو أنه يعطي تحصيل هوية الأسماء الإلهية وهذا خلاف ما تعطيه حقيقة الهو فإن الهو من حقيقته أنه لا يتحصل ولا يشاهد أبدا إلا في هذا المشهد والمنزل فإن عين الظاهر فيه هو بنفسه عين الباطن غير أن هوية الحق لا تدخل في هذا المنزل وإنما قلنا ذلك في هوية الأسماء الإلهية من كون هويتها لا من أنانيتها
--- المزيد من الاقتباسات من الفتوحات المكية
واعلم أن هذا المنزل إذا دخلته تجتمع فيه مع جماعة من الرسل صلوات الله عليهم فتستفيد من ذوقهم الخاص بهم علوما لم تكن عندك فتكون لك كشفا كما كانت لهم ذوقا فيحصل لك منهم علم الأدلة والعلامات فلا يخفى عليك شيء في الأرض ولا في السماء إذا تجلى لك إلا تميزه وتعرفه حين يجهله غيرك ممن لم يحصل في هذا المنزل وهو علم كشف لأنك تشهده بالعلامة لا تراه من نفسك لأنه ليس بذوق لك ويحصل لك منهم علم القدم وهو علم عزيز به يكون ثباتك على ما يحصل لك من الأسرار والعلوم بعد انفصالك عن الحضرات التي يحصل لك فيها ما يحصل من العلم والأسرار فكثير من الناس من نسي ما شاهده فإذا حصل له هذا العلم من هذا النبي يثبت فيه ثبات الأنبياء ويحصل لك منهم أيضا علم الشرائع في العالم ومن أين مأخذها وكيف أخذت ولما ذا اختلفت في بعض الأحكام وفيما ذا اتفقت واجتمعت حتى إن صاحب هذا الكشف لو لم يكن مؤيدا في كشفه لأدعى النبوة ولكن الله أيد أولياءه وعصمهم عن الغلط في دعوى ما ليس لهم لخروجهم عن حظوظ نفوسهم عند الخلق لكنهم لا يخرجون عن حظوظها عند الحق ولا يصح أن يطلب الحق للحق وإنما يطلب للحظ فإن فائدة الطلب التحصيل للمطلوب والحق لا يحصل


