اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... اقتباسات أخرى)
[أن الجهل بالله إنما ينشأ من جهلك بك]
اعلم أيدنا الله وإياك بروح منه أن الجهل بالله إنما كان من جهلك بك فإن الله ما جعل دليلا على العلم به إلا علمك بك فجعل الآية في نفسك وقال النبي صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم المترجم عنه من عرف نفسه عرف ربه
وما أحسن ما قال تعالى يَسْتَخْفُونَ من النَّاسِ فإنهم مجبولون على النسيان ولا يَسْتَخْفُونَ من الله الذي لا يضل ولا ينسى وكان الأولى لو صح عكس القضية إلا أنه لا يصح أن يستخفي شيء عن الله والسبب الموجب للاستخفاء عن الناس ما علموا منهم من الحب في ظهور التحكم فيهم بقدر الحال والاستطاعة وبما فيهم من حب الثناء الحسن وطلب المحمدة فإذا اطلعوا على هذا الذي أشرنا إليه من العمل سقطت حرمة العامل من قلب الذي يراه وقام عليه لسان الذم منه وسبب ذلك الجنسية ومع كونه يعلم أن الله يحيط به علما لكن يرى هذا العامل أن الأسماء الإلهية تتحاور فيه في حال هذا العمل ولا سيما الاسم الحليم والصبور ويعلم أن الاختفاء منه محال فلا بد من إتيان ما أتى به فإن كان مؤمنا أتاه على كره فأشبه قبض الحق بالموت نسمة المؤمن على كره فيجد في مثل هذا اتساعا يجول فيه حتى أنه ربما قال في سوية الحق في ذلك ولا يقول مثل هذا