اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... اقتباسات أخرى)
[طريقا السعادة والشقاء والإيجاب الإلهي]
وسبب ذلك أنه سبق في العلم إن طريق سعادة العباد إنما هو في سبب خاص وسبب شقائهم أيضا إنما هو في طريق خاص وليس إلا العدول عن طريق السعادة وهو الايمان بالله وبما جاء من عند الله مما ألزمنا فيه الايمان به ولما كان العالم في حال جهل بما في علم الله من تعيين تلك الطريق تعين الإعلام به بصفة الكلام فلا بد من الرسول قال الله تعالى وما كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا ولا نوجب على الله إلا ما أوجبه على نفسه وقد أوجب التعريف على نفسه بقوله تعالى وعَلَى الله قَصْدُ السَّبِيلِ مثل قوله وكانَ حَقًّا عَلَيْنا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ وقوله كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ وعلى الحقيقة إنما وجب ذلك على النسبة لا على نفسه فإنه يتعالى أن يجب عليه من أجل حد الواجب الشرعي فكأنه لما تعلق العلم الإلهي أزلا بتعيين الطريق التي فيها سعادتنا ولم يكن للعلم بما هو علم صورة التبليغ وكان