اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية (... اقتباسات أخرى)
فى معرفة مقام الأدب وأسراره
طلب العلم بمن استخلفنا في تدبير هذا الهيكل فقال عندي بذلك علم صحيح جئت به ممن استخلفكم وجعلني رسولا إلى جنسي لأبين لهم طريق العلم الموصل إليه الذي فيه سعادتهم فقال الواحد إياه أطلب فعرفني بذلك الطريق حتى أسلك فيه وقال الآخر لا فرق بيني وبينك فأريد أن استنبط الطريق إلى معرفته من ذاتي ولا أقلدك في ذلك فإن كنت أنت حصل لك ما أنت عليه وما جئت به بالنظر الذي خطر لي فلما ذا أكون ناقص الهمة وأقلدك وإن كان حصل لك باختصاص منه كما خصنا بالوجود بعد أن لم نكن فدعوى بلا برهان فلم يلتفت إلى قوله وأخذ يفكر وينظر بعقله في ذلك فهذا بمنزلة من أخذ العلم بالأدلة العقلية من النظر الفكري ومثال الثاني مثال أتباع الرسول ومقلديه فيما أخبر به من العلم بصانعهم ومثال ذلك الشخص الذي اختلف في اتباعه هذان الشخصان مثال الرسول المعلم فشرع هذا العلم يبين الطريق الموصل إلى درجة الكمال والسعادة على ما اقتضاه نظر الشخص الواحد من الشخصين اللذين نظرا في شأن هذا المعلم وهو الذي لم يتبعه ولكن ما وقعت الموافقة معه إلا في بعض ما يقتضيه الأمر الطبيعي من مخالفة الطبع ولا كل مخالفة الطبع إلا بوزن خاص ومقدار معين وبهذا سمي كيميا