و من ذلك سر قطع الأمل بمشاهدة الأجل من الباب 107 إذا أراد اللّٰه بعبده أن يقطع أمله يشهده أجله «اعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا و اعمل لآخرتك كأنك تموت غدا» فيبذل جهده و يزهد فيما عنده و يقدم ما ينبغي أن يقدم تخلقا بالاسم الإلهي المقدم و ينبغي أن يؤخر ما ينبغي أن يؤخر تحققا بالاسم الإلهي المؤخر فيحكم في نفسه لنفسه و يندم في يومه على ما فرط فيه في أمسه ليجبر بذلك ما فاته و يحيي منه بالندم ما أماته فإذا أقامه من قبره فذلك زمان نشره و أوان حشره فيبدل اللّٰه سيئاته حسنات : و ينقل من أسافل دركاته إلى أعالي الدرجات حتى يود لو أنه أنى بقراب الأرض خطايا أو لو حمل ذنوب البرايا لما يعاينه من حسن التحويل و جميل صور التبديل فيفوز بالحسنيين و هنالك يعلم ما أخفي له فيه من قرة عين : ففاز في الدنيا باتباع الهوى و في الآخرة بجنة المأوى فمن الناس من إذا حرم رحم و جوزي جزاء من عصم فجزاء بعض المذنبين أعظم من جزاء المحسنين و لا سيما أهل الكبائر المنتظرين حلول الدوائر فيبدو لهم من اللّٰه من الخير ﴿مٰا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ﴾ [الزمر:47] و
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية