﴿فَأَجِرْهُ حَتّٰى يَسْمَعَ كَلاٰمَ اللّٰهِ﴾ [التوبة:6] أنت الترجمان و المتكلم الرحمن تقيد كلام اللّٰه بالأمكنة بكونه في المصاحف و الألسنة الحروف ظروف و الصفة عين الموصوف فإذا نطقت فاعلم بمن تنطق فعليك بالصدق و من كذب صدق فلا تعدل و راع الحق من عباد اللّٰه من يكون الحق لسانه و بيانه و من عباده من لا يعلم ذلك فينزه و لا يشبه فيكذب الحق في ذلك و هو في ظنه أنه على الحق ينبه التنزيه تحديد فلا تقل بالتجريد و قل بالحيرة فإنها أقرب حد في الغيرة العجز نعت المثنى فإن قال فلا يثني فإنه لا بد أن يقف و يعترف فليقف في أول قدم فإنه أولى بالقدم و إن مشى ندم و لم يجد له في توجهه موضع قدم فلا يحصل النسب إلا لمن عرف النسب
[سر أين كونك إذ هو عينك]
و من ذلك سر أين كونك إذ هو عينك من الباب 106 أبنية العماء للجهلاء و أبنية السماء للعلماء وفا العما لسيد النباء و كيانه فاء السماء للسوداء المنعوتة بالخرساء فنابت منها الإشارة مناب العبارة فاجتمع الجاهل و العالم في تعيين هذه المعالم و لكن للرب المضاف الذي ما فيه خلاف و أما ظرفية استواء العرش و ظرفية أحوال أصحاب الفرش فالواحدة للرحمن و الأخرى لعالم الإنسان فهذه أربعة لمن صفته إمعة و إنما كانت أربعة لإقامة السلطان على مسالك الشيطان فجعل وجهه في كل وجهة ليعصم من شاء و يحفظ من شاء فإن الحق مع بعض عباده بالولاية و عناية و بالكلاءة و الرعاية فله تعالى عين في كل أين و لذلك قال ﴿تَجْرِي بِأَعْيُنِنٰا﴾ [القمر:14]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية