«و الشر ليس إليك» ﴿اَلْوَدُودُ﴾ [البروج:14] الثابت حبه في عباده فلا يؤثر فيما سبق لهم من المحبة معاصيهم فإنها ما نزلت بهم إلا بحكم القضاء و القدر السابق لا للطرد و البعد ﴿لِيَغْفِرَ لَكَ اللّٰهُ مٰا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَ مٰا تَأَخَّرَ﴾ [الفتح:2] فسبقت المغفرة للمحبين اسم المفعول المجيد لما له من الشرف على كل موصوف بالشرف فإن شرف العالم بما هو منسوب إلى اللّٰه إنه خلقه و فعله فما هو شرفه بنفسه فالشريف على الحقيقة من شرفه بذاته و ليس إلا اللّٰه الباعث عموما و خصوصا فالعموم بما بعث من الممكنات إلى الوجود من العدم و هو بعث لم يشعر به كل أحد إلا من قال بأن للممكنات أعيانا ثبوتية و إن لم يعثر على ما أشرنا إليه القائل بهذا و لما كان الوجود عين الحق فما بعثهم إلا اللّٰه بهذا الاسم خاصة ثم خصوص البعث في الأحوال كبعث الرسل و البعث من الدنيا إلى البرزخ نوما و موتا و من البرزخ إلى القيامة و كل بعث في العالم في حال و عين فمن الاسم الباعث فهو من أعجب اسم تسمى الحق به تعريفا لعباده الشهيد لنفسه بأنه ﴿لاٰ إِلٰهَ إِلاّٰ هُوَ﴾ [البقرة:163]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية