﴿وَ مَنْ يَكْفُرْ بِاللّٰهِ﴾ [النساء:136] فقيد في الذكر ما أمر به عبده أن يؤمن به و ما تعرض في الذكر للكفر المطلق كما أطلق الايمان و نعتهم به في قوله ﴿يٰا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا﴾ [البقرة:104] و ما كانوا مؤمنين إلا بالباطل فإن المؤمن بالله لا يقال له آمن بالله فإنه به مؤمن و إن احتمل أن يؤمن به لقول هذا الرسول الخاص على طريق القربة و لكن التحقيق في ذلك ما ذهبنا إليه و لا سيما و الحق قد أطلق اسم الايمان على من آمن بالباطل و اسم الكفر على من كفر بالطاغوت
[الرأفة من القلوب]
و اعلم أن الرأفة من القلوب مثل جبذ و جذب كذلك رأف و رفأ و هو من الإصلاح و الالتئام فالرأفة التئام الرحمة بالعباد و لذلك نهي عنها في إقامة الحدود لا كل الحدود و إنما ذلك في حد الزاني و الزانية إذا كانا بكرين إلا عند من يرى الجمع بين الحدين على الثيب و أكثر العلماء على خلاف هذا القول و ليس المقصود إلا قوله ﴿وَ لاٰ تَأْخُذْكُمْ﴾ [النور:2] يعني ولاة الأمر
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية