فقلوب العارفين مدافن الحق كما ظواهرهم مجاليه و إنه في نفس قلوب عباده من حيث إن قلوبهم محل العلم به ثم إنهم لا يراعون حرمته و لا يقفون عند حدوده فهو فيهم كالميت في قبره لا حكم له فيه بل الحكم للقبر فيه بكونه أكنه و ستره عن أعين الناظرين كذلك حكم الطبع إذا ظهر بخلاف الشرع فإن الشرع ميت في حقه في ذلك الزمان و هكذا يظهر الحق في الرؤيا و لقد رأيت رسول اللّٰه ﷺ في النوم ميتا في موضع عاينته بالمسجد الجامع بإشبيلية فسألت عن ذلك الموضع فوجدته مغصوبا فكان ذلك موت الشرع فيه حيث لم يتملك بوجه مشروع فاستناد الموت و الدفن إلى الحق في قلوب الغافلين فهو فيها كأنه لا فيها ﴿وَ اللّٰهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَ هُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ﴾ [الأحزاب:4]
(التواب حضرة التوبة)
و هي الرجوع من المخالفة إلى الموافقة
ألا إن المتاب هو الرجوع *** فتب ترجع لتوبتك الشئون
إذا تابعت شخصا في فلاة *** فأنت لما تتابعه تكون
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية