يدعى صاحب هذه الحضرة عبد السميع لأنه مسموع فيتضمن الكلام لأنه مسموع و كذا الأصوات فهذه الحضرة تتعلق بحضرة النفس و هو العماء و قد تقدم له باب يخصه كبير مبسوط إلا أني أومي إلى نبذ من هذه الحضرة مما لم نذكره في باب النفس يطلب السمع في حضرته و ليس إلا تلاوة الكتب الإلهية تلاها من تلاها على جهة التوصيل فلا بد لحكم هذه الحضرة فيها و ليس إلا السمع ﴿لَقَدْ سَمِعَ اللّٰهُ قَوْلَ الَّذِينَ قٰالُوا إِنَّ اللّٰهَ فَقِيرٌ وَ نَحْنُ أَغْنِيٰاءُ﴾ [آل عمران:181] و قال ﴿إِنَّمٰا يَسْتَجِيبُ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ﴾ [الأنعام:36] و قال ﴿كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِمٰا لاٰ يَسْمَعُ إِلاّٰ دُعٰاءً وَ نِدٰاءً﴾ [البقرة:171] و قال ﴿وَ لاٰ تَكُونُوا كَالَّذِينَ قٰالُوا سَمِعْنٰا وَ هُمْ لاٰ يَسْمَعُونَ﴾ [الأنفال:21] ﴿وَ لَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّوْا وَ هُمْ مُعْرِضُونَ﴾ [الأنفال:23] من هذه الحضرة سمع كل سامع غير إن الموصوفين بأنهم يسمعون مختلفون في القبول فمنهم سامع يكون على استعداد يكون معه الفهم عند سماعه بما أريد له ذلك المسموع و لا يكون ذلك إلا لمن كان الحق سمعه خاصة و هو الذي أوتي جميع الأسماء و جوامع الكلم و كل من ادعى هذا المقام من العطاء أعني الأسماء و جوامع الكلم و سمع و لم يكن عين سمعه عين فهمه فدعواه لا تصح و هو الذي له نصيب في قوله تعالى
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية